قابلت صديقي القديم صدفة وكنا قد افترقنا لقرابة ال10 أعوام، إذا به يجلس في مقهى هادئ يحتسي القهوة ويضع السماعات ويبدو عليه التركيز الشديد، توجهت إليه بحرص وصافحنا بعضنا البعض، وبعد سؤالي عن أحواله وما أحرزه من تقدم في العمل، فاجئني قائلا” لقد تركت عملي الوظيفي واتجهت إلى تعلم التداول”.
أخبرني أنه ملَ روتين العمل الوظيفي وقلة العائد المادي، ففكر في زيادة جهده واستثمار الوقت الضائع في المواصلات والاجتماعات في تعلم التداول حتى اتقنه وأصبح متداولا ماليا ومضارباً في البورصة وصاحب أسهم في شركات عديدة كذلك حصل على وظيفة في إحدى شركات المضاربة في البورصة نظراً لتميزه في هذا المجال.
فما هو علم التداول؟
علم التداول يرمز إلى التداول أو التجارة والمضاربة بالعملات أو السلع أو الأسهم عن طريق الانترنت. يعد التداول نوعا من أنواع التجارة إذ تتوافر به أركان العمليات التجارية كالتاجر والمشتري والبضاعة التي يتم بيعها أو تداولها والسعر.
البضاعة في عالم التداول بضاعة رقمية غير ملموسة ولكنك تملكها ولك حق التصرف فيها، كذلك أنت لست محددا بالسوق المحلي، فمثلا قد تكون في مصر أو السعودية وتملك بضاعةً أو سلعتك الرقمية في الصين أو أمريكا.
ما هي البضائع أو السلع التي يمكنك استخدامها في التداول أو يمكنك تجارتها؟
تتنوع السلع التي يتم تداولها أو المتاجرة بها بين أربعة أنواع أساسية، ألا وهي:
- الأسهم Stocks
- العملات Currencies
- السلع Commodities
- المشتقات Derivatives
الأسهم Stocks:
هل تخيلت يوما أنك شريكا في شركة ما دون قيامك بأي شئ إلا إجراء عملية تجارية؟ّ
إذ تُقسم الشركات إلى نوعين إما شركات عامة أو شركات خاصة، الشركات العامة هي ما تُقسم قيمتها إلى عدد من الأسهم ومن ثم طرح هذه الأسهم في سوق البورصة.
عند شرائك عدد من هذه الأسهم تكون بدورك شريكا في هذه الشركة قدر ما اشتريت من أسهم ويكون لك صوتا في اختيار الإدارة والنصح قدر ما تملكه من أسهم وكذلك المكسب والخسارة.
العملات Currencies:
ينقسم سوق العملات إلى نوعين:
- سوق العملات النقدية Forex:
الفوركس هو سوق تداول العملات الأجنبية الموجودة في العالم، مثل: الدولار والاسترليني واليورو.
- العملات الرقمية الحديثة Cryptocurrencies:
هو نوع حديث من العملات الرقمية الافتراضية، قد تكون سمعت مؤخرا عن البيتكوين وهو أشهرهم وسوف نتحدث عنها بالتفصيل في السطور القادمة.
السلع Commodities:
هي تجارة أو تداول لسلع معينة أشهرها المعادن كالذهب والفضة، وسلع أخرى كبراميل البترول.
المشتقات Derivatives:
تُسمى أيضا بالعقود الآجلة. معناها بشكل مبسط أن تستثمر نقودك في شراء أصول كالعقارات ثم تتركها مدة زمنية طويلة لتزداد قيمتها ويرتفع سعرها، فيتحقق ربحك عند بيعها.
- لكل سلعة أو بضاعة سوق أو منصة تداول تختص بتداولها وتجارتها، ولكن أحدهم يؤثر على الآخر، كيف ذلك؟
مثلا إذا ذكرنا العملات وتغير قيمتها كتَبَايُن سعر أو قيمة الدولار، تتأثر أرباح الشركات، ومن ثم تتغير أسعار الأسهم الخاصة بالشركات.
- ينبغي على المرء اختيار سوق محدد وسلعة محددة يستثمر فيها الوقت ويركز في دراستها، فلابد لك من تعلم التداول.
- تعلم التداول هو ما يضمن لك تقليل احتمالية الخسارة وزيادة احتمالية المكسب والتوسع في عمليات التداول.
تعلم التداول عبر الانترنت:

يمكنك تعلم التداول عن طريق الإنترنت داخل منزلك بكل سهولة، فبمجرد كتابة جملة” تعلم التداول” أو” How To Learn Trading” على أي من محركات البحث، ستظهر لك العديد من النتائج منها الكورسات المجانية ومنها المدفوعة، بالإضافة إلى العديد من فيديوهات اليوتيوب لكثير من المتخصصين أو المتداولين المحترفين ذوي الخبرة الكبيرة.
قبل أن تبدأ في تداول أموالك، تذكر أن كلما ازددت في تعلم التداول وأمضيت وقتا أكثر، اطلعت أكثر على الأسواق وفهمت الكثير من الإستراتيجيات وتمكنت من إصدار تحليلات صحيحة فتصبح أموالك أكثر أمانا وأكثر ربحا.
تعلم التداول بالعملات:
كما ذكرنا سابقا العملات نوعين، قد تكون عملات رقمية أو عملات عالمية على النحو التالي:
- العملات الرقمية:
هي عملات افتراضية ظهرت حديثا، فهي ليست مرتبطة بدولة أو سوق معين أي أنها لا مركزية، أشهرها البيتكوين Bitcoin وهو أول عملة رقمية ظهرت وكانت بداية لظهور العديد من العملات الرقمية بعدها مثل: الإيثيرم Etherium والربل Ripple.
يعمل المتداول بالعملات الرقمية على شراء مثلا عملات البيتكوين مقابل عملات حقيقة كالدولار، وعند امتلاكه البيتكوين يتمكن من تداولها نفسها أو تبادلها بغيرها من العملات الرقمية الأخرى.
تعلم التداول بالعملات الرقمية وكيف تبدأ بالتداول؟
ستحتاج حساب بنكي يمكنك من تحويل الأموال من وإلى منصات التداول، ومنصات التداول هي مواقع مخصصة لتداول العملات الرقمية بيعها وشرائها.
- العملات العالمية:
تعد أشهر منصات تداول العملات هي الفوركس Forex.
يعد الفوركس أكبر سوقا والأكثر سيولة، كذلك يتميز بمخاطرة عالية.
لتتمكن من تداول اموالك عن طريق الفوركس، لابد أن تلجأ لوسيط أو شركة وساطة لتداول أموالك بدلا منك وهي خطوة خطيرة وتعد أهم خطوة في بداية تداولك بالفوركس.
من النقاط المهمة جدا هي كيفية اختيارك لشركة الوساطة التي ستأمنها على أموالك، لذلك يوجد عدة شروط يجب توافرها كالآتي:
- أن يكون الوسيط ذائع الصيت والسمعة الجيدة وذو ثقة عالية.
- أن يكون الوسيط قانوني ومرخص من الجهات الرقابية ويخضع لقوانين الفوركس.
- خدمة عملاء ممتازة.
- أن يكون لديهم خوادم جيدة حتى لا تواجه المشكلات أثناء إتمام عملياتك الشرائية أو التداولية.
الخطوة الثانية هي اختيار البرنامج المناسب لتداولك، فكيف ذلك؟
برنامج التداول هو ما ستقضي عليه كل وقتك من تحليل للبيانات وتداول ومراقبة للسوق، كذلك يمكنك فتح حساب تجريبي من خلاله يساعدك في التأكد من استراتيجيات عمل وسيطك وتجربة بعض عمليات التداول بأموال غير حقيقية لتكون أموالك أكثر أمانا.
يمكنك الحساب التجريبي من إجراء صفقات حقيقية ولكن بأموال افتراضية يوفرها لك الوسيط لتدرب أكثر على ممارسة أساسيات الفوركس واختبار استراتيجيات التداول المختلفة.
وأهم ما يجب توافره في البرنامج يتلخص في النقاط الآتية:
- سرعة الاستجابة لأوامر البيع والشراء وتنفيذها لتجنب أي أخطاء أو خسارة.
- أن يكون البرنامج سهل الفهم وسلس الاستخدام.
- توافر البيانات الحية والأخبار.
- أن يحتوي على العديد من أدوات التحليل الفني.
تعلم التداول في البورصة
كما ذكرنا سابقا امتلاكك لسهم من شركة ما، يعني ذلك أنك تملك جزءاً من هذه الشركة، والبورصة هي السوق أو المكان الذي يتيح لك شراء أسهم من الشركات العامة.
كلما ازدادت نسبة أسهمك، ازدادت نسبة امتلاكك لها.
يمكنك شراء أسهمك من الشركات العامة، فهل تعلم ما الفرق بين الشركات العامة والشركات الخاصة؟
الشركات العامة هي الشركات المطروحة بسوق الأسهم ويمكنك شراء أسهمها كشركة أبل وبيبسي مثلا؛ بينما الشركات الخاصة هي الشركات الصغيرة التي لم يتم طرح أسهمها في البورصة ولا يمكنك شراء جزء من ملكيتها.
قد تتحول بعض الشركات من شركات خاصة إلى شركات عامة ومن ثم تُطرح أسهمها بالسوق، فيتمكن المستثمرين شرائها، ولكن لماذا يلجأ أصحاب الشركات الخاصة لتلك العملية؟
بتحويل الشركات الخاصة إلى العامة وطرح أسهمها في البورصة وتداولها، تتحسن الحالة المالية للشركة مما يمكن أصحابها من تطويرها وتوسعتها عوضاً عن اللجوء للاقتراض من البنك وتراكم الديون والفوائد.
عادة ما يُقسم المتداولين في سوق الأسهم لثلاث أنواع:
- المضارب أو المتداول اليومي Day Trader:
يحصل المتداول اليومي على المكسب من الاختلافات البسيطة التي تطرأ على سعر الأسهم أو العملات، ويعتمد على البيع والشراء يومياً، فيشتري السهم وعند زيادة سعره حتى لو مجرد كسور يبيعه ويحصل على المكسب البسيط ومن ثم يكرر العملية فيزيد المكسب.
- المتداول متوسط المدى Swing Trader:
أي يشتري المتداول الأسهم ويحافظ على بقائها فترة زمنية متوسطة محددة عامين أو ثلاثة، ثم يبيعها ويحصل على فرق السعر كمكسب.
- المستثمر طويل المدى Investor:
هو من يشتري السهم ويخطط للاحتفاظ به فترة زمنية طويلة قد تصل لسنوات طويلة مع ربحه من أرباح الشركة، وعند بيعه يحصل على المكسب.
مع مرور الوقت والخبرة والتدريب، يمكنك التركيز على نوع واحد من تعلم التداول أو المضاربة لتتمكن من اكتساب الخبرة في استراتيجياته.
بقلم دينا حمدي
The post تعلم التداول في البورصة بالعملات وكيف تصبح مستثمر ناجح appeared first on الثري العربي.
https://arabyrich.com/%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%af%d8%a7%d9%88%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%88%d8%b1%d8%b5%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa/