“لا تضع كل البيض في سلة واحدة” مثل إنجليزي شهير، إذا كنت تبحث عن معنى المحفظة الاستثمارية، فهذا المثل الإنجليزي هو الترجمة الحرفية له، سنتعرف أكثر في هذا المقال على معنى المحفظة الاستثمارية، وكيف تنشئ محفظتك الاستثمارية الخاصة، وكيف تبدأ ومن أين.
إذا كنت حديث العهد في عالم الاستثمار، فيجب عليك القراءة الجيدة، وفهم المصطلحات المختلفة في عالم الاستثمار، وستجد في هذا الموقع العديد والعديد منها، وستساعدك على البدء في الطريق الصحيح في عالم الاستثمار والأموال.
بداية؛ ماذا نعني بمحفظة استثمارية؟
عندما نتكلم عن محفظة استثمارية، فإننا نعني بذلك توزيع الأموال المخصصة للاستثمار على عدة محاور أو طرق استثمار مختلفة، كل جزء بنسبة معينة، ويتم تحديد النسبة المخصصة لكل جزء على عدة عوامل سنتحدث عنها فيما بعد.
أما عن الهدف الأساسي لعمل محفظة استثمارية، فيمكن اختصاره وتبسيطة في فكرة محاولة عدم وضع كل البيض في سلة واحدة، فعند وضع جميع الأموال المخصصة للاستثمار في سلة واحدة، فأن ذلك يكون عُرضة للخسارة بصورة أكبر مما إذا تم توزيع الأموال المخصصة للاستثمار على أكثر من قناة استثمارية، فإذ لم تحقق قناة منها النتائج المرجوة من الاستثمار، وتحقيق ربح للمستثمر، فيمكن الاعتماد على باقي قنوات الاستثمار في تحقيق ذلك، أي أنه لن تُكسر جميع بيضاتك مرة واحدة في حال أفلت السلة، وهكذا.
إذا كنت فرد وتريد استثمار أموالك، فسيفيدك مفهوم محفظة استثمارية في الوصول إلى أقصى قيمة ربحية على حسب شخصيتك، والأموال المخصصة للاستثمار، وكذلك عمرك أو الوقت الذي تحدده للاستثمار في تحقيق الاستفادة القصوى.
يمكننا أيضا أن نُعرف أي محفظة استثمارية Investment portfolio بالمعنى الحرفي لها، وهي عبارة عن مجموعة الأدوات والطرق المالية من أسهم وسندات وأوراق مالية، والتي يمكن أن يستخدمها الفرد والشركات للاستثمار في شركات مختلفة.
ما الفرق بين الأسهم والسندات؟

السهم:
وهو الحصة التي تُعطى للمساهم أو المستثمر في حصة الشركة المساهمة، وذلك من خلال عدد الأسهم التي يتم شرائها، ويتم تحديد عدد الأسهم التي تتكون منها الشركة، وقيمة كل سهم بمجرد طرح الشركة كشركة مساهمة، ويكون المستثمر في هذه الحالة من ضمن مُلاك الشركة، وله حق فيها، إذ يكون مساهم بمقدار رأس مال معين في صورة أسهم.
ولصاحب السهم حق تحمل مكاسب وخسارة الشركة على حد سواء، ففي حال تحقيق أرباح يحصل حامل السهم على نسبته من صافي الأرباح بناء على مقدار مساهمته في الشركة، وكذلك يتحمل الخسائر التي تتعرض لها الشركة بناء على نصيبه فيها. وكذلك للمساهم حق المشاركة في إدارة الشركة من خلال جمعية المساهمين، والموافقة على قراراتها، والمشاركة في طرق الإدارة، وكلها عوامل هامة يجب فهمها عند تحديد نسب أي محفظة استثمارية.
السند:
وهو بمثابة صك يتم إبرامه بين المستثمر والشركة، ويلعب فيه المستثمر دور المقرض، حيث يقوم بإقراض الشركة من أمواله، وله الحق في استرداد قيمة تلك الأموال، ويُعد المستثمر دائن للشركة في هذه الحالة، والسندات قابلة للتداول تقدمها الشركة عن طريق الاكتتاب العام باعتبارها قروض طويلة الأجل.
وصاحب السند يختلف عن صاحب السهم في حصوله على نسبة ثابتة من أرباح الشركة في حالة المكسب أو الخسارة على حد سواء، ويكون ذلك في أوقات محددة، ففي هذه الحالة يكون من ضمن شروط الاكتتاب عدم تحمل صاحب السند لأي خسارة للشركة، كما أنه في حالة زيادة أرباح الشركة لا يحصل على أي زيادة من الأرباح.
ولا يحق لصاحب السند المشاركة في إدارة الشركة، وليس له الحق في إبداء الموافقة أو الاعتراض على أي من قراراتها، كما أن هناك ضمان للسند لمدة عام، كما يمكن إصداره بقيمة أقل من قيمته الفعلية عن طريق عمل خصم، وهذا غير متوفر في حالة الأسهم.
ومن خلال فهم الفرق بين الأسهم والسندات، ستتضح لك عزيزي القارئ فكرة تكوين أي محفظة استثمارية، وكيف تنشئ محفظتك الخاصة المناسبة لك بناء على عدة عوامل، ومن أهم العوامل التي تعتمد عليها بناء أي محفظة استثمارية ما يلي:
- شخصيتك: نوع شخصيتك يتحدد عليه عوامل كثيرة عند بناء أي محفظة استثمارية، هل أنت شخصية محافظة؟ هل أنت شخصية مندفعة؟ هل أنت شخصية محافظة وتخاف من المخاطرة؟ أم أنت شخصية تهوى المخاطرة والذهاب بعيداً على المألوف؟ ولا تتأثر بصعود وهبوط الأسهم في البورصة؟ بإجابتك عن هذه الأسئلة ستحدد تكوين المحفظة الاستثمارية المناسبة لك، من خلال تحديد نسب الأسهم والسندات التي سوف تحويها محفظتك.
فعلى سبيل المثال إذا كنت من نوع المستثمر المحافظ، لا تستهويك فكرة المخاطرة بجزء كبير من أموالك، ولا يمكنك تحمل صعود وهبوط الأسهم بشكل سريع ومفاجئ، فالأفضل لك في تلك الحالة أن تحتوي أي محفظة استثمارية تقوم بإنشائها على نسبة أعلى من المستندات التي تحقق قيمة ربحية ثابتة في أوقات ثابتة، وتبعدك على المخاطرة بشكل كبير، بينما يمكن أن تمثل الأسهم جزء أصغر من أي محفظة استثمارية تقوم بإنشائها، والعكس صحيح.
- عمرك: عند عمل أي محفظة استثمارية، يجب عليك تحديد الأفضل بناءاً على عمرك، والوقت المتاح لك للاستثمار، فطالب الجامعة الذي لا زال في بداية طريقه ويريد توفير الأموال لدراسته ولا زال في بداية حياته المهنية، تختلف استراتيجية استثماره وتكوين أي محفظة استثمارها يقوم بتكوينها عن شخص يبلغ من العمر 50 أو 60 ربيعاً، أولوياته دفع مصاريف الجامعة لأولاده وعمل مستقبل جيد لهم.
- هدفك من الاستثمار: في الاستثمار كما هو الحال في جميع أمور حياتنا، أهم شئ لنجاح أي خطوة في حياتنا هو تحديد الهدف منها، وأن حياةً بلا هدف تؤول إلى اللاشئ في النهاية تبوء بالفشل، كذلك الوضع تماماً عند تكوين أي محفظة استثمارية، حدد أولاً هدفك من الاستثمار، هل تهدف لتحقيق ربح سريع بغض النظر عن نسبة المخاطرة؟ أم أنك تخطط للحصول على ربح ثابت بعيداً عن تقلبات سوق الأموال؟ فكلتا الحالتين على أساسها ستختلف تماماً تكوين أي محفظة استثمارية تسعى لإنشائها.
- كمية الأموال المحددة للاستثمار: عند البدء في عمل أي محفظة استثمارية، بالطبع سيختلف تكوين الحفظة بشكل كبير على حسب الأموال التي تخصصها للإستثمار، فعلى أساسها سوف يتحدد عدد الشركات التي يمكنك الاستثمار فيها سواء في صورة أسهم أو سندات، كما ستحدد قيمة كل منها، وكذلك يترتب عليها باقي أشكال الاستثمار والتي يمكنك إضافتها إلى محفظتك من أوراق مالية، وعملات، ومعادن نفيسة وغيرها.
تلك هي أهم العوامل التي يجب عليك دراستها جيداً قبل البدء في محفظتك الاستثمارية، ومن خلال الإجابة عليها يمكنك تحديد شكل محفظتك الاستثمارية والنسبة المقترح وضعها في كل قناة استثمارية، يمكنك الاستعانة بخبير في سوق المال والاستثمار، ولكن نصيحتنا لك هي المعرفة الجيدة لظروفك وتحديد المناسب لك، ومعرفة الكثير من المصطلحات المتعلقة بسوق المال ، ودراسة السوق، ومن ثم استشارة مختص، فأنت أكثر شخص أعلم بظروفك وإمكانياتك.
كيف تنشئ محفظة استثمارية؟
بعد الاجابة عن العوامل السابقة وتحديد نوع شخصيتك كمستثمر، يمكنك الآن الشروع في إنشاء محفظتك من خلال عدة مراحل كالآتي:
- مرحلة التخطيط وتحديد الأصول وتحديد الأنسب لك:
بعد التعرف الجيد على نوع شخصيتك كمستثمر، هناك نوعين من المحافظ الاستثمارية على حسب شخصية كل مستثمر سواء مستثمر محافظ أو مستثمر مندفع أو متهور، وعلى أساس هذا التقسيم يتم تقسيم المحافظ الاستثمارية، وتقسيم الأصول بها ( الأسهم، والسندات) إلى نوعين مختلفين تماماً وهما:
- المحفظة المتهورة: ويكون تقسيم الأصول فيها كالآتي:
الأسهم: 50-55% من قيمة الأصول.
السندات: 5-10%
أوراق مالية، وعملات، ومعادن نفيسة: 35-40%
وهذه المحفظة تحتوي على نسبة مخاطرة عالية.
- المحفظة المحافظة: ويكون توزيع الأصول فيها كالآتي:
السندات: 70-75%
الأوراق المالية: 5-15%
الأسهم: 15-20%
وهذه لا تحتوي على نسبة عالية من المخاطرة، ولاحظ الفرق بين الاثنين في توزيع الأسهم والسندات بينهما.
- مرحلة تقييم أموالك وعدد الشركات التي يمكنك الاستثمار خلالها:
تأتي هذه الخطوة بعد تحديد شكل محفظتك الاستثمارية، حدد كمية الأموال التي تريد استثمارها وعلى أساس الأموال المتوفرة لديك يمكنك تحديد عدد الشركات التي تستثمر فيها أموالك.
- توزيع الأموال بين الشركات المختلفة:
بعد تنفيذ الخطوتين السابقتين يمكنك الآن النظر إلى أنواع الشركات التي ستضع فيها أموالك، فيمكنك التنويع بين الشركات الناشئة الغير مضمونة من حيث الأرباح، فهي عرضة إما للخسارة الفادحة، أو الربح بصورة كبيرة وسريعة وهي غير مضمونة، أيضاً يمكنك الاستثمار في الشركات الكبرى ذات العائد الثابت، والتي حققت نسبة عالية من الاستثمار، كما يمكنك التنويع بين الشركات المحلية والشركات العالمية أيضاً، كل ذلك يعتمد بشكل كبير على شخصيتك وشكل محفظتك الاستثمارية.
- إعادة التقييم: بعد الانتهاء من الخطوات السابقة وقبل النزول لشراء الأصول، قم بإعادة تقييم أي محفظة استثمارية تقوم بإنشائها، من خلال نظرة عامة وشاملة، ستكتشف العديد من النقاط التي تريد إضافتها وأخرى تريد إعادة اانظر فيها وهكذا، وفي هذه الخطوة يمكنك استشارة مختص.
حرصنا في هذا المقال عزيزي الثري العربي على إيضاح معنى محفظة استثمارية، وبعض المصطلحات المالية المرتبطة بها، والعوامل الأساسية عند إنشاء أي محفظة استثمارية، وكذلك خطوات إنشاء محفظة استثمارية.
بقلم نعمة سويد
The post محفظة استثمارية كيف تنشئ والفرق بين الأسهم والسندات appeared first on الثري العربي.
https://arabyrich.com/%d9%85%d8%ad%d9%81%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ab%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%a9/