الادخار والاستثمار الفرق بينهم و طرق الاستفادة بدون مخاطرة

يقع الكثير منا في خطأ التفريق بين الادخار والاستثمار ، ويعتقد البعض أنهما وجهان لعملة واحدة، ولكن شتان بينهما؛ فادخار الأموال شئ، واستثمارها شئ آخر تماماً. عزيزي الثري العربي سنتحدث عن الفرق بين الادخار والاستثمار، وافضل طرق الاستفادة من أموالك ، وكذلك الادخار والاستثمار الراجحي.

الفرق بين الادخار والاستثمار:

الادخار: ويُقصد به الجزء من الدخل الفائض عن الاستهلاك، أو غير المخصص للاستهلاك، ويحتفظ به غالباً في حسابات بنكية جارية، أو دفاتر توفير، حيث تعد الأموال المخصصة للادخار كسيولة يسهل استخدامها على الأمد القصير، للسفر أو شراء أغراض أو أثاث للمنزل، وكذلك للأغراض المفاجئة وغيرها، فالأموال المخصصة للادخار يسهل الحصول عليها في أي وقت لاستخدامها.

الاستثمار: أما عن الاستثمار؛ فيقصد به وضع الأموال في أصول، أو أشياء كالذهب، والعقارات، والأراضي وغيرها بهدف تحقيق ربح في المستقبل، أو على المدى البعيد، وهذا هو الاختلاف بين الادخار والاستثمار، فالأموال المستخدمة في عملية الاستثمار ليس من السهل استخدامها على المدى القريب كسيولة، فهي غير مخصصة لذلك من الأساس.  

ويمكننا أيضاً التفريق بينهما عن طريق تحديد نسبة المخاطرة أو الجرأة المرتبطة بكل منهما؛ فتُعد نسبة المخاطرة المرتبطة بالادخار قليلة جداً إذا ما قورنت بنسبة المخاطرة التي تصاحب الاستثمار، وهذا ما يُفرق الادخار عن الاستثمار، ولذلك يركن بعض الناس إلى الادخار للبعد عن المخاطرة.

وفي المقابل فإن الاستثمار مرتبط في كثير من الأحيان بالعائد الكبير، على عكس الادخار فيكون العائد الربحي منه في المستقبل بسيط نسبياً إذا ما قورن بالاستثمار. فالادخار والاستثمار كلاهما متشابهان في كونهما وسيلة لحفظ الأموال من أجل المستقبل، ولكن يختلفان في نسبة المخاطرة، وكذلك نسبة العائد الربحي المرتبطة بكل منهما.

ويتضمن الادخار وضع الأموال في دفاتر ادخار، أو حسابات بنكية مخصصة للادخار، ويمكن الوصول للاستفادة القصوى من الادخار عن طريق وضع الأموال في الحسابات البنكية، أو دفاتر التوفير ذات أعلى عائد سنوي (Highest annual percentage yield ) APY. أما الاستثمار فيكون عادة عن طريق وضع الأموال في صناديق الاستثمار أو التعاون المشترك، وشراء الصكوك، أو الذهب، والعقارات وغيرها من الأصول، فيما يُعد ادخار طويل الأمد.

إذا كنت تخطط للاستثمار؛ فعليك تخصيص المال المناسب لذلك، والذي يمكنك الاستغناء عنه مدة لا تقل عن 3-5 سنوات على الأقل، وعدم الاقتراب منه، لتحقيق أقصى استفادة منه، فكما اتفقنا من قبل فالاستثمار يُعد وسيلة للادخار ولكنها طويلة الأجل. لأن الاستثمار على فترات قصيرة لمدة سنة مثلا، في كثير من الأحيان يتسبب في حدوث خسائر، ولا يحقق العائد المرجو منه.

والآن ما هو وجه الشبه بين الادخار والاستثمار؟

على الرغم من وجود كل هذه الاختلافات بين الادخار والاستثمار، إلا أنه يمكن اعتبارهما سياسات لحفظ الأموال من أجل المستقبل، سواء كان ذلك على المدى القريب مثلما في الادخار، أو على المدى البعيد مثلما في الاستثمار.

وعلى الرغم من أن الاستثمار شئ مفيد وفعال للمستقبل، إلا أن المستثمر يجب أن يضع في اعتباره حفظ جزء من المال لاستخدامه في حالات الطوارئ، أو حالات الاحتياج للمال سريعاً، نظراً لصعوبة الحصول على المال لعدم توافر سيولة مالية، وما ينقذ هذه الحالات الطارئة هو أموال الادخار.

ومما سبق يتضح أهمية كلا من الادخار والاستثمار للمستقبل وتحقيق أحلامك، وبناء مستقبل أفضل لك ولعائلتك، ففي حال كنت تعيش كل يوم بيومه، أو تعمل بمبدأ اصرف مافي الجيب يأتيك ما في الغيب، فعليك التفكير ملياً في مستقبلك ومستقبل عائلتك وأطفالك، ويجب عليك تخصيص جزء من أموالك لادخارها ومن ثم استثمارها، لتضمن لك ولهم مستقبل أفضل.

أفضل طرق الادخار والاستثمار:

الادخار والاستثمار

أعي جيداً ما وصلنا له من أحوال اقتصادية صعبة، وظروف معيشية تضيق على الجميع، ولكن في حال الاستسلام لهذه الظروف وعدم التفكير في المستقبل، ووضع خطة مالية جيدة للادخار والاستثمار، فإن ذلك سيكلفك الكثير في المستقبل القريب والبعيد. وفيما يلي نقدم لك أفضل الطرق لاستغلالها جيداً والاستفادة منها بشتى الطرق، للوصول إلى النتائج المرجوة في المستقبل.

  1. قم بإعداد قائمة بأهدافك المالية: 

ما لا يمكن قياسه، لا يمكن الوصول إليه؛ هذه قاعدة شهيرة في علم الإدارة، ولذلك يجب عليك وضع خطة زمنية لأهدافك المالية بما تريد الوصول إليه وتحقيقه مالياً خلال فترة زمنية محددة، من حيث أهدافك المالية التي تتوقع تحقيقها في الادخار والاستثمار، ويمكن تقسيم هذه الأهداف إلى ثلاث أهداف:

  • أهداف مالية قصيرة الأجل: ما تود تحقيقه مالياً في الادخار والاستثمار خلال فترة عام أو عامين على الأكثر، وعلى الأغلب تتعلق الأهداف قصيرة الأجل بالادخار فقط.
  • أهداف مالية متوسطة الأجل: وهي أهدافك المالية التي تريد تحقيقها في الادخار والاستثمار، خلال مدة زمنية تتراوح ما بين عامين إلى خمسة أعوام.
  • أهداف مالية بعيدة الأجل: وهي خططك وأهدافك المالية التي تطمح لتحقيقها على المدى الطويل، تصل هذه الأهداف الاستثمارية لفترات طويلة قد تصل إلى أكثر من 10 سنوات وقد تمتد لأهداف التقاعد وما بعدها، وتحقيق الحرية المالية.

وتتبلور أهمية وضع خطة زمنية لأهدافك المالية في أنها تخبرك بما حققته وما لم تحققه من تلك الأهداف، وتنذرك إذا كنت تسير في اتجاه عكس ما خططت له، ولا تترك لك حرية التبذير والاستهلاك دون داعي أو دون وعي، نظراً لوضع خطة رشيدة، وحفظ الأموال المراد ادخارها واستثمارها جانباً قبل التطرق لاستخدامها في أي شئ آخر، ويُعد وضع خطة مالية محددة بفترات زمنية معينة أفضل طرق الادخار والاستثمار.

  1. ترشيد نفقاتك المالية: 

يمكنك توفير المال اللازم للادخار والاستثمار بواحدة من الطريقتين التاليتين:

  • ترشيد استهلاك الأموال التي تحصل عليها بالفعل.
  • البحث عن مصدر آخر للدخل.

وفي حال كنت مثل الغالبية العظمى من الناس، غير قادر على الحصول على مصدر آخر للدخل، نظراً للظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم، أو عدم توافر الوقت اللازم لذلك؛ فإن أفضل الطرق لتوفير الأموال اللازمة للادخار والاستثمار وتحقيق خططك المالية هي ترشيد نفقاتك، يمكنك الاستغناء عن الأشياء غير الضرورية، فيمكنك الإقلاع عن التدخين، ويمكنك محاولة السكن في منطقة قريبة من مكان عملك، أو السكن في أماكن ذات إيجار منخفض نسبياً، وذات تكاليف معيشية أقل.

من أفضل طرق الادخار والاستثمار أن تأتي بورقة وقلم الآن، وتحدد ما يمكنك الاستغناء عنه، وما يمكنك ترشيده، وهي أفضل الطرق للوصول لأهدافك المالية في المستقبل، وأنت عزيزي القارئ الأكثر دراية على الإطلاق بما يمكنك الاستغناء عنه، وما يمكنك ترشيده من نفقات. وفي ظل عصر الانترنت وتوافر المصادر الكافية لتعلم أي مهارة، يمكنك تعلم مهارة جديدة واستغلالها كمصدر دخل إضافي لك، وهو الطريق الآخر لتوفير أموال للادخار والاستثمار في حال كنت لا تستطيع الاستغناء عن بعض النفقات أو ترشيدها. أما إذا استطعت الوصول للطريقتين معاً فإنها أفضل الطرق.

  1. الحفاظ على ميزانية معينة شهرياً:

من أفضل طرق الادخار والاستثمار تحديد النفقات، والتمسك بميزانية معينة شهرياً، ومحاولة عدم الحياد عنها قدر الإمكان، والتعود على ذلك سيساعدك كثيراً في توفير الأموال اللازمة للادخار والاستثمار شهرياً، والابتعاد عن فخ الإنفاق دون وعي وترك ما بقى ( إذا كان هناك فائض ) لادخاره واستثماره.

  1. الادخار التلقائي:

إذا كنت ستركن إلى نفسك، وتترك لنفسك هواها في الادخار والاستثمار؛ فصدقني ستجد الكثير والكثير من المعوقات، والكثير من الأعذار والأسباب التي تمنعك من الادخار والاستثمار، ولكن إذا اقتطعت من راتبك جزء من المال على الأقل نسبة 10% منه شهرياً ووضعه جانباً للادخار والاستثمار، سيوفر عليك ذلك الكثير من المعاناة، وتوفر بعض البنوك خاصية الادخار التلقائي؛ فيقوم البنك باقتطاع جزء من راتبك في بداية كل شهر ووضعها في حسابك البنكي دون الشعور بها، ويُعد الادخار التلقائي من أفضل طرق الادخار والاستثمار.

  1. لا تركن دائماً للادخار:

من أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها معظمنا؛ هي الاعتماد على الادخار بشكل كبير، والاحتفاظ بالكثير من السيولة المالية دون استغلالها، الادخار شئ جميل لا يوجد اختلاف على ذلك، ولكن ادخار النقود دون استثمارها يُعد خسارة كبيرة؛ فمن ناحية أموالك لا تزيد، ومن ناحية أخري فإن العملات والنقود لا تحتفظ بقيمتها ثابتة، بل على العكس ففي ظل الوضع الاقتصادي الجنوني الذي يجتاح العالم، تخسر الكثير من العملات جزء كبير من قيمتها السوقية، مما سيؤدي إلى خسارة كبيرة بالنسبة لك. لذلك عزيزي القارئ حاول قدر المستطاع ادخار الأموال لاستثمارها، وليس ادخارها بغرض الادخار، اجعل الادخار وسيلة وليس غاية.

  1. قَيم مخاطر الاستثمار: 

ذكرنا في النقطة السابقة أهمية الاستثمار، ولكن يجب عليك عزيزي القارئ الاستثمار بحكمة، عليك التفكير جيداً قبل وضع أموالك في مشروع استثماري معين، أو اسثمارها بطريقة أو بأخرى، فكما يوجد لاستثمار الأموال مزايا عديدة، يوجد له الكثير من المخاطر أيضاً، ويجب عليك تقييم هذه المخاطر بدقة قبل وضع أموالك في ذلك المشروع أو هذا البنك، كذلك يجب عليك عدم وضع جميع البيضات في سلة واحدة، فيمكنك تقسيم الأموال التي تريد استثمارها في أكثر من طريقة استثمارية، فإذا خسرت طريقة منهم، فإنك لا تفقد جميع أموالك.

  1. ضع جزء من أموالك لحالات الطوارئ:

كي لا تتعرض لضائقة مالية، في حال استثمار أموالك و تعرضك لأي حالة طارئة، سيمثل ذلك مشكلة كبيرة بالنسبة لك، ولذلك يجب عليك الاحتفاظ ببعض السيولة المالية لاستخدامها في مثل تلك الحالات، وهذا يمثل الفرق بين الادخار والاستثمار، ففي حال استثمار جميع أموالك وتعرضك لضائقة مالية، ستضطر للجوء إلى الجزء المستثمر من أموالك مما يعرضك للخسارة بدلا من المكسب. ولذلك خصص جزء من المال لاستخدامه في تلك الحالات والتي كلنا بلا استثناء عرضة لها.

 الادخار والاستثمار الراجحي:

يوفر بنك الراجحي فرص للادخار والاستثمار، وتوفير بنوك الراجحي الخليجية برامج حماية وادخار متوافقة مع الشريعة الاسلامية، كما توفر لك تغطية مالية شاملة لتمنحك أنت وعائلتك الحماية المالية في حالة الوفاة أو العجز. وتتفاوت فرص الادخار التي توفرها برامج تكافل الراجحي من برامج الادخار الأساسية أو قصيرة الأجل، إلى برامج الادخار المتطورة وطويلة الأجل، مما يتيح بدوره للموظفين والعاملين في المشاريع الصغيرة فرص ادخار جيدة وتحقيق الرفاهية المالية لهم.

يقول الكاتب الياباني روبرت كيوساكي صاحب كتاب الأب الغني والأب الفقير ( ادفع لنفسك أولاً ) pay yourself first.. لو طبقنا هذه القاعدة في مناحي حياتنا المختلفة، سيساعدنا ذلك على الراحة والتقدم والنجاح، ادفع لنفسك أولاً من وقتك، قبل الذهاب للعمل اقتتطع لنفسك وقتاً للعمل على مستقبلك، للتفكير فيما تود القيام به، لتعلم مهارة جديدة، لعمل رياضة مفيدة للحفاظ على صحتك.

تحدثنا في هذا المقال عن الادخار والاستثمار، وكذلك عن أفضل طرق الادخار والاستثمار، والفرق بين الادخار والاستثمار ووجه الشبه بينهما، كما تحدثنا عن الادخار والاستثمار الراجحي.

بقلم نعمة سويد

The post الادخار والاستثمار الفرق بينهم و طرق الاستفادة بدون مخاطرة appeared first on الثري العربي.

https://arabyrich.com/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%af%d8%ae%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ab%d9%85%d8%a7%d8%b1/
جميع الحقوق محفوظة © 2015 التسويق
تصميم : التسويق