هذا أول عام لي في عملي الجديد، ومنذ أول راتب لي وأنا أفكر، كيف أجعل المال يعمل لأجلي؟ مثلما نصح روبرت كيوساكي في كتابه (الأب الغني والأب الفقير)، كيف أستثمر أموالي لتدر عليَّ بالربح؟ إذ إنني لا أفقه شيئا بعد في الأعمال التجارية أو العقارات أو الأسهم أو البيتكوين أو غيرها من سبل الاستثمار، وإذ إنه من المعلوم أن مقدار الربح يتناسب طرديا مع مقدار المخاطرة، فهنا تبرز مشكلة أخرى بالإضافة لمشكلة جهلي بسبل الاستثمار، فأنا لا أريد خسارة رأس مالي، أنا لا أريد المجازفة. ومن هنا خطر ببالي الإطلاع على خطط استثمار المال في البنوك.
استثمار المال في البنوك
أستطيع الجزم بأن استثمار المال في البنوك هو أكثر طرق الاستثمار أمانا، إذ إنك بمنأى عن خسارة رأس مالك، فالبنك يستثمر المال في مشاريع مختلفة وبنسب أرباح مختلفة، ويضمن لك ربح يُقدَّر طبقا لرأس مالك المودع في البنك، فلا علاقة لك بمكسب البنك إذا كان أضعافا مضاعفة كما لا علاقة لك أيضا بخسارته، فأرباحك ورأس مالك محفوظان تبعا لاتفاقك مع البنك، ولكن ما قيمة هذه الأرباح؟ وكيف تتعين؟
تتعين الأرباح تبعا لطريقة استثمار المال في البنوك
طريقة استثمار المال في البنوك

هناك أكثر من طريقة لاستثمار المال في البنوك، إذ أصبحت البنوك مع مرور الأيام تقدم عروضا مميزة تساعد أغلب العملاء في الحفاظ على الأموال وتنميتها، وتتنوع هذه الطرق ما بين حسابات التوفير وشهادات وودائع وصناديق الاستثمار.
حساب التوفير الأساسي
حساب التوفير هو أبسط طريقة لاستثمار الأموال في البنك. إذ تودع مبلغ معين، ويدفع لك البنك فائدة على هذا المبلغ.
معدلات الفائدة المدفوعة على حسابات التوفير منخفضة، ولكن مع معظم حسابات التوفير يمكنك الوصول إلى أموالك في أي وقت.
يستخدم البنك أموالك لإقراض المقترضين بسعر فائدة أعلى، مما يمكنهم من توفير الأموال وتحقيق الأرباح مع مشاركة هذا الربح معك بشكل أساسي.
شهادات الاستثمار
تعد شهادات الاستثمار أحد أكثر الخيارات شيوعًا للاستثمار في البنك، وهي في الأساس حساب توفير مغلق. فأنت تضع المال، ولا يمكنك الوصول إليه (بدون غرامة) لفترة زمنية معينة. وتتراوح في مدتها، وسعر الفائدة عليها حسب عروض البنك إذ يقدم كل بنك قائمة بخيارات مختلفة.
وسعر الفائدة على شهادات الاستثمار أعلى بكثير مما سيكون عليه في حساب التوفير العادي.
على الرغم من أنك تقيد المدة عند فتح شهادة استثمار، إلا أن هناك خيارات للخروج مبكرًا في حالة مواجهة حالة طوارئ أو تغيير في الخطط.
وفي نهاية مدة الشهادة، يمكنك إما سحب أموالك أو إعادة استثمارها.
الودائع
تعتبر الودائع المصرفية إما تحت الطلب، إذ تطلب من البنك إعادة أموالك عند الطلب، أو ودائع لأجل إذ تطلب البنوك إطارًا زمنيًا محددًا للوصول إلى أموالك.
والوديعة لأجل هي نوع من الودائع التي يُحتفظ بها حيث تُحجز الأموال لفترة معينة من الوقت.
الودائع لأجل هي عادة ودائع قصيرة الأجل ذات آجال استحقاق تتراوح من شهر واحد إلى بضع سنوات. وبدأت بعض البنوك في الفترة الأخيرة بتقديم ودائع طويلة الأجل تصل فترتها إلى 10 سنوات، ويختلف عائد الوديعة باختلاف مدتها، ودورية صرف العائد التي تتباين بين عائد (شهري – ربع سنوي – نصف سنوي – سنوي)، وعادة ما تُقدِّم الودائع لأجل معدلات فائدة أعلى من حسابات التوفير التقليدية.
وعند استحقاق الوديعة يمكن للمصرف أن يجددها، إضافة إلى العوائد المكتسبة، أو يمكنك تحويلها إلى حساباتك الأخرى، أو سحب كامل المبلغ.
صناديق الاستثمار
وُجد هذا الخيار بغرض التنوع في الاستثمار، إذ يُستثمر المال بالعديد من الطرق الاستثمارية المختلفة، منها الاستثمارات في العقارات، والاستثمارات في الأسهم، أو أصول تجارية، أو سندات، بهدف الحد من مخاطر الاستثمار بالإضافة إلى تنويع الأصول، إذ عند حدوث خسارة في أيٍّ منها، تُطبق على جزء من المال فقط وليس كله.
ويوجد أيضا صناديق متخصصة في الاستثمارات مثل استثمار المعادن والاستثمار التكنولوجي وغيرها، ويكون لأصحاب رؤوس الأموال الحق في الحصول على تلك الصناديق والاختيار بينها بما يناسبهم، إذ تخضع بعض الصناديق لبعض الشروط، وفي النهاية جميع الصناديق تُدار من قِبَل البنوك من خلال إدارات إحترافية
استثمار المال في البنوك الإسلامية
تعمل البنوك الإسلامية على تقديم حلول استثمارية ذات طابع إسلامي، لأنها قائمة على العمل والمشاركة في المسؤولية. لأن المال يجب أن يأتي عن طريق عمل وجهد.
ومن أمثلة استثمار المال في البنوك الإسلامية: المضاربة، والمشاركة، والمرابحة.
المضاربة
هي شراكة بين طرفين أحدهما بالمال والآخر بالفكر، وهي تتيح جمع المال للعمل بالأعمال التي لا يستطيع الأفراد العمل بها بشكل فردي، كذلك تتيح لمن لا يملك المال العمل بالفكر فقط، واستخدام مال الآخرين، والربح للجميع.
وهناك عدة أنواع للمضاربة:
- مضاربة مطلقة: وهي لا يتقيد فيها صاحب المال بنوع استثمار محدد.
- مضاربة مقيدة: وهي يتقيد فيها صاحب المال بنشاط محدد بعينه.
- مضاربة مشتركة: تجمع بين أكثر من صاحب للمال والعمل.
ويجب أن تتوافر في المضاربة عدة شروط، وهي أن يكون رأس المال معلوم المصدر، وأن يُحدَّد نصيب كل طرف من الأطراف المتشاركة، ويُحدَّد الوقت الذي تتم فيه المضاربة، والذي يقوم بالمضاربة لا يضمن رأس المال إذا حدثت خسارة إلا إذا كان هو السبب في الخسارة.
المشاركة
تشبه المضاربة، ولكن في المضاربة يتم تقديم رأس المال من أحد الشركاء، أما المشاركة فهي عقد يُبرم بين طرفين، كل منهما يساهم بمقدار متساوٍ من المال، ويكون لكل منهما الحق في التصرف بشكل كامل، لأنه مالك وشريك.
المرابحة
خاصة بالسلع، وتعني البيع بالثمن الذي يكون هو نفسه سعر الشراء، ومن شروطها أن تكون السلعة محل المرابحة معروفة الثمن للجميع، وأن يكون الربح محدد ومعلوم للبائع والمشتري، وأن يكون العقد الأول صحيح لأنها بيع بالثمن الأول، ولا تُباع النقود مرابحة.
كما ترى عزيزي الثري العربي، هناك العديد من الطرق لاستثمار المال في البنوك، فيمكن لكل راغب في استثمار المال في البنوك المفاضلة بينها، إذ إنه لكل نوع العديد من التفريعات التي من الممكن الاطلاع عليها في البنك، لتحديد الأنسب منها، فهناك بعض النقاط التي بمعرفتها تتضح الخيارات ويَسهُل المفاضلة.
بقلم مريم باهر
The post استثمار المال في البنوك و طريقة التعاملات الاسلامية و غيرها appeared first on الثري العربي.
https://arabyrich.com/%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ab%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%86%d9%88%d9%83/